تمتلك عملية تحويل المسار المصغر مميزات عديدة تجعلها حلًا فعالًا وآمنًا للقضاء على السمنة المفرطة وجميع الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية التي تُصاحبها.

لنتعرف معًا على ماهية تلك الجراحة ودواعي الخضوع إليها، كما نستعرض أبرز مميزاتها ونتائجها.

تأثير السمنة المفرطة على الإنسان

لا تؤثر السمنة المُفرطة على المظهر الجمالي للجسم فقط، بل إنَّ تأثيرها يمتد لأكثر من ذلك، فزيادة كمية الدهون في الجسم ترفع خطورة الإصابة بمشكلاتٍ صحية عديدة، منها أمراضٌ مُزمنة تحتاج إلى متابعة طبية مدى الحياة.

تشمل الأمراض التي تُصاحب السمنة المفرطة ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تصلُّب الشرايين وأمراض الأوعية الدموية. يُصاب أصحاب الوزن الزائد بتلك الأمراض كنتيجة طبيعية لارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الضارة في الجسم.
  • أمراض القلب.
  • داء السكري من النوع الثاني، فالسمنة تُؤثر بالسلب على استجابة الجسم لهرمون الأنسولين المسؤول عن استهلاك سكر الجلوكوز، وهو ما يؤدي في النهاية إلى “مقاومة الأنسولين”، ومن ثمَّ الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • ضيق النَفَس أثناء النوم.
  • تأخُّر الإنجاب ومشكلات الخصوبة، لأنَّ الخلايا الدهنية تؤثر بالسلب على مستويات الهرمونات الجنسية عند الرجال والنساء.

كلما مرَّ الوقت على صاحب الوزن الزائد دون أن يتخذ أي خطوات تُساعده على إنقاص وزنه، أصبح ذلك الفرد أكثر عرضةً للإصابة بالمخاطر الصحية المذكورة أعلاه.

نستنتج مما سبق أن الخطوة الأولى من أجل الحصول على حياة صحية تتمثل في التخلص من الدهون الزائدة والوصول إلى الوزن المثالي.

عندما يُقرر الشخص إنقاص وزنه، فأنه يلجأ إلى اتباع الحميات الغذائية القاسية التي تعتمد على الحرمان من الطعام، فيجد نفسه غير قادر على استكمال رحلة إنقاص الوزن، ويُصاب باليأس، ولا يحصل على أي نتائج.

وهو ما كان يحدث إلى أن ظهرت جراحات السمنة المُفرطة لتكون الحل المثالي لأولئك الذين فقدوا الأمل في إنقاص وزنهم الزائد عن طريق الريجيم أو الرياضة، ومن ضمن تلك الجراحات “عملية تحويل المسار المصغر“.

ما هي عملية تحويل المسار المصغر؟

تتضمن عملية تحويل المسار المصغر قص جزء صغير من المعدة -جزءٌ بحجم الجيب الصغير تقريبًا- ثم توصيل ذلك الجيب بالأمعاء الدقيقة على بُعد مُحدد، أي بتجاوُز مسافة مُعينة من الأمعاء.

ملحوظة: لا تشمل تلك الجراحة استئصال أي جزء من المعدة، فبعد قَص الجيب الصغير منها، يظل الجزء الآخر من المعدة متبقيًا، لكنه يُصبح مهملًا ولا يصله الطعام.

تعمل تلك الجراحة على إنقاص الوزن بأسلوبين، ألا وهما:

  • زيادة شعور الشبع

يُساعد قص المعدة على استقبال كمية قليلة من الوجبات وزيادة شعور الشبع. 

  • خفض معدلات امتصاص الدهون والسكريات

توصيل “جيب” المعدة مع تجاوز الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة يُقلل نسبة امتصاص الدهون والسكريات من الغذاء، وهو ما يُساعِد على خفض السعرات الحرارية الواردة إلى الجسم، ومن ثمَّ فقدان الوزن الزائد.

كما أن تقليل امتصاص السكريات من الطعام يُساعد مرضى السمنة المفرطة المصابين بالسكري من النوع الثاني على تحسين مستويات سكر الجلوكوز في الجسم.

ملحوظة: تصلُح عملية تحويل المسار المصغر لأصحاب الوزن الزائد ممن يمتلكون نهمًا شديدًا لتناول الحلوى والسكريات.

الفرق بين عملية تحويل مسار المعدة المصغر والتقليدي

جراحة تحويل المسار المُصغر هي تحديث لعملية تحويل مسار المعدة التقليدية يشمل تبسيط خطواتها، فهي لا تستدعي سوى صنع “وصلة” واحدة بين المعدة والأمعاء.

مراحل إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر

يشمل إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر ثلاث مراحل رئيسية:

  • مرحلة تجهيز المريض 

تُجرى عملية تحويل عمليه تحويل مسار المعده المصغر للأشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة جسمهم بين 35 إلى 45 كجم/م2 (يُقاس مؤشر كتلة الجسم بقسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على مُربع طوله بالمتر). 

يُجري الطبيب على مريض السمنة مجموعة من الفحوصات والتحاليل الشاملة من أجل التأكد أن حالته الصحية تسمح بالخضوع إلى عملية تحويل المسار المصغر، مثل:

  • تحليل وظائف الكلى والكبد.
  • تحليل صورة الدم الكاملة (CBC).
  • رسم القلب (ECG).
  • قياس مستوى ضغط الدم والسكري.

بعد ذلك يوصي الطبيب المريض باتباع نظام غذائي يعتمد على الأكلات الخفيفة خلال الأيام التي تسبق العملية، كما يوصيه بالصيام التام عن الطعام والشراب في الليلة التي تسبق إجراء العملية.

  • مرحلة الخضوع إلى العملية

بعد تحضير المريض جيدًّا والتأكد من جاهزيته للخضوع إلى جراحة تحويل المسار المصغر، يُجهز الفريق الطبي غرفة العمليات.

يخضع المريض إلى تلك العملية تحت تأثير التخدير الكُلي، لكي لا يشعر بأي ألم خلال الجراحة.

بعد ظهور تأثير التخدير، يصنع الطبيب ثلاث شقوق صغيرة في البطن من أجل إدخال المنظار الجراحي والأدوات الجراحية الدقيقة اللازمة لتنفيذ خطوات العملية.

  • مرحلة الاستشفاء بعد العملية

بعد انتهاء العملية، يبيت المريض ليلةً واحدة في المستشفى من أجل مراقبة حالته الصحية والتأكد من نجاح العملية. ثم تبدأ مرحلة الاستشفاء بعد عودة المريض إلى المنزل، وهي مرحلة مهمة ذات تأثير قوي على نتائج الجراحة، لأنها تستدعي التزام المريض بتوصيات الطبيب بشأن الحركة والنظام الغذائي وتناول الفيتامينات.

يتضمن النظام الغذائي خلال الأيام الأولى بعد العملية شُرب السوائل فقط، ثم يبدأ المريض بتناول بعض الأكلات اللينة والمهروسة حتى يتعافى تمامًا، فيتناول الأطعمة العادية.

يوصي الأطباء بتقسيم الوجبات الكبيرة إلى وجبات صغيرة تؤكل على مدار اليوم من أجل تحقيق أفضل نتائج ممكنة.

أمَّا بالنسبة للفيتامينات، فسوف يتناول المريض أقراص الفيتامينات والمُكملات الغذائية بهدف تعويض الجسم وتلبية احتياجاته من المعادن والعناصر الغذائية.

ملحوظة: يحتاج المرضى الذين خضعوا لعمليات تحويل المسار المصغر  -غالبًا- إلى تناول الفيتامينات مدى الحياة.

نتائج عملية تحويل المسار المصغر

تُحقق عملية تحويل المسار المصغر نتائجَ ممتازة في إنقاص الوزن وتحسين مستويات الجلوكوز لدى مرضى السمنة المفرطة والسكري، فهي جراحة آمنة تُساعد على فقدان الوزن تدريجيًا دون مشكلات.

مميزات عمليه تحويل مسار المعده المصغر

تمتاز  عمليه تحويل مسار المعده المصغر بارتفاع معدلات نجاحها، وهي تُجرى بالمنظار الجراحي عن طريق شقوق صغيرة، وهو ما يُساعد على تفادي حدوث النزيف أو الإصابة بالعدوى، ويُحافظ على شكل البطن الخارجي.

الآثار الجانبية لعملية تحويل المسار المصغر

تشمل الآثار الجانبية لعملية تحويل المسار المصغر  أنَّ جزء من المعدة يبقى موجودًا، لكنه مفصول ولا يعمل.