يُدخِل الأطباء المُختَصّون منظار المعدة عبر الفم من أجل فحص أعضاء الجهاز الهضمي العلوي، وهو فحصٌ مُختلف كليًا عن المناظير الجراحية المُستخدَمة في إجراء عمليات علاج السمنة المفرطة التي يُدخِلها الأطباء عبر فتحات جراحية صغيرة في البطن.

ينبغي للمرضى الالتزام ببعض النصائح قبل الخضوع لفحص منظار المعدة وبعده من أجل تفادي الألم والمضاعفات، فهيّا نُلقي نظرةً على كيفية عمل منظار المعدة ونتعرف على أهم النصائح الواجب اتباعها قبل الفحص وبعده.

كيفية عمل منظار المعدة

يُعد فحص منظار المعدة أحد فحوصات الجهاز الهضمي العلوي السريعة والسهلة، فخلاله يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا وطويلًا عبر الفم لفحص أعضاء الجهاز الهضمي العلوية وتشخيص أي أمراض قد تعتريها.

يَعرض المنظار صورة تفصيلية لكلٍ من: نسيج المريء، وتجويف المعدة، والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، نظرًا لكونه مزودًا بكاميرا دقيقة ومصدر ضوء، وهو ما يمنح الطبيب رؤيةً واضحة.

أشهر دواعي الخضوع لفحص منظار المعدة

توجد مشكلات صحية عديدة تستدعي الخضوع لفحص منظار المعدة تحت إشراف طبيب المناظير والجهاز الهضمي المُختَّص، لعلّ أشهرها:

  • قرحة المعدة (Gastric ulcer)

تؤدي الإصابة بقرحة المعدة إلى تهيُّج الغشاء المخاطي المُبطِن لتجويف المعدة، مما يُسبب للمريض شعورًا بالألم ويُصيبه بعسرٍ شديد في الهضم ويلي ذلك فقدان في الوزن. 

يُصاب الأشخاص بقرحة المعدة لثلاثة أسبابٍ رئيسية:

  • تناوُل مُسكنات الألم غير الستيرويدية بإفراط (NSAIDs induced ulcer).
  • الإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونية (H. Pylori).
  • التدخين المفرِط.

يُوضّح منظار المعدة التشخيصي حجم قُرَح المعدة ويكشف درجة تطورها ومقدار انتشارها، الأمر الذي يسمح لطبيب الجهاز الهضمي بوصف العلاج المناسب طبقًا للتشخيص وحالة المريض العامَة.

  • ارتجاع المريء (GERD)

يُصيب ارتجاع المريء الشخصَ نتيجةَ ارتخاء صمام موجود عند نهاية المريء، فعندما يرتخي ذلك الصمام ويضعف، تصعد أحمَاض المعدة إلى المريء والحَلق.

يؤدي صعود الأحماض المعوية إلى تُهيّج بطانة المريء والتهابها، فتظهر أعراض مزعجة على المريض، مثل: صعوبة البلع، وبحّة الصوت، والحموضة (حرقة في الصدر).

يُشخَص ارتجاع المريء باستخدام منظار المعدة من أجل:

  • فحص بطانة المريء المُلتهبة والمتهيجة.
  • عرض صورة كاملة للصمام الموجود عند نهاية المريء لمعاينة قوته وكفاءته.
  • وضع العلاج المناسب والمثالي طبقًا للنتائج.

إقرأ أيضاً :

كشكشة المعدة بدون جراحة

الفرق بين منظار القناة المرارية و المنظار الجراحي

المزيد عن استخدامات منظار المعدة

لا تنحصر استخدامات منظار المعدة في تشخيص الأمراض المذكورة أعلاه وفقط، بل يُستخدَم في إجراء عمليات علاج ارتجاع المريء، ويُستخدَم كذلك في تركيب بالون المعدة، وهو بالون يوضع في المعدة ويشغل حيزًا كبيرًا منها للمساعدة على إنقاص الوزن.

تعليمات قبل منظار المعدة

يوصي الأطباء مرضاهم باتباع التعليمات التالية من أجل الحصول على أفضل نتائج من الفحص بمنظار المعدة:

  • التوقف عن تناول أي أدوية تزيد من درجة سيولة الدم، مثل: الأسبرين ومضادات التجلطات، فهذا النوع من الأدوية يُعرض المريض لخطر النزيف في أثناء الفحص.
  • التوقف عن استخدام مُسكنات الألم غير الستيرويدية.
  • الامتناع عن تناول الطعام والشراب لبضع ساعات قبل الفحص (حوالي 6 إلى 8 ساعات تقريبًا تبعًا لرؤية الطبيب).

نصائح بعد عملية منظار المعدة

يُوصي الأطباء بعدم تناول الطعام مباشرةً بعد الفحص إلا بعد زوال تأثير المُخدِر، فالمُخدِر والمهدئات التي يُعطيها الطبيب لمريضه قبل الفحص ستؤثر في عملية البلع فتعُطلها بعض الشيء، بالتالي قد يختنق المريض أو يتقيؤ في أثناء البلع.

من المُعتاد أن يشعر المريض بعدم الراحة وبعض آلام الحلق، لكنها علامات مؤقتة ستزول تدريجيًا مع مرور الوقت، لذا ينبغي للمرضى التزام الهدوء وعدم الشعور بالقلق بشأن تلك الأعراض.

الخلاصة في إجابة سؤال: كيف تتم عملية المنظار للمعدة؟

إذا كنتَ -عزيزي القارئ- تسأل عن كيفية عمل منظار المعدة، فإن الإجابة تتلخص في لأنه فحص تشخيصي -في المقام الأول- يُجرى من أجل تشخيص مُختلف الأمراض التي تعتري أعضاء الجهاز الهضمي العلوية، وهو فحصٌ آمن يخضع له المريض تحت تأثير المُهدئات والتخدير الموضعي.

بعد انتهاء فحص المنظار، سوف يُناقش الطبيب نتائج الفحص مع مريضه ويوضح له المشكلات التي تم اكتشافها كي تبدأ بعد ذلك رحلة العلاج بإذن الله.

أشرنا خلال هذا المقال إلى كيفية عمل منظار المعدة، وأوضحنا أهم التعليمات الواجب اتباعها قبل الخضوع للفحص وبعده. إذا كنت تشعر بأي أعراض غريبة متعلقة بالجهاز الهضمي، تواصَل معنا لحجز موعد للكشف عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني أدناه.