السمنة المفرطة هي الحالة الطبية التي يترتب عليها العديد من المشكلات الصحية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة، وقد يرجع إليها إصابة العديد من الأزواج بمشكلة تأخر الإنجاب في مقتبل حياتهم الزوجية، نتيجة لتأثيرها سلبًا على الخصوبة.

 لذا كان الخضوع لإحدى جراحات السمنة من أهم خطوات علاج تأخر الإنجاب، ولعل جراحة طي المعدة من أفضل جراحات السمنة التي تُسهم في التخلص من الوزن الزائد دون أن تؤثر على خصوبة أي من الزوجين.

فيما يلي نتحدث باستفاضة عن تأثير السمنة على الخصوبة و الحمل بعد طي المعدة، وهل للجراحة آثار سلبية على نمو الأجنة أم لا.

أسباب وعوامل شائعة تؤدي إلى تأخر الإنجاب  

يعاني 15% من الأزواج مشكلة تأخر الإنجاب في بداية حياتهم الزوجية، والتي قد تعود أسبابها إلى:

  •  إصابة الزوج بأي من أمراض الذكورة الشائعة مثل: دوالي الخصية، نقص عدد الحيوانات المنوية أو إصابتها بالتشوه.
  •  أو إصابة الزوجة بمرض ما من الأمراض التناسلية مثل: انسداد قنوات فالوب، أو أورام الرحم الليفية.

وقد تعود الإصابة إلى عوامل أخرى مثل: إصابة أي منهما بالسمنة المفرطة.

السمنة والقدرة الإنجابية 

تؤثر السمنة المفرطة على خصوبة الجنسين فقد تعرقل عملية تكون الحيوانات المنوية وانتقالها إلى الرحم، أو تؤثر على عملية الإباضة. 

كما أن لها عواقب سلبية وخيمة على كل من الطفل والجنين في حال حدوث حمل، فقد تُسبب الإجهاض أو إصابة الطفل بالتشوهات الخلقية.

لذا حثت الدراسات الطبية الحديثة على ضرورة التخلص من الوزن الزائد قبل الحمل، سواءًا باتباع نظام غذائي أو الخضوع لإحدى جراحات السمنة.

عملية طي المعدة والحمل

عملية طي المعدة “المعدل” من جراحات السمنة المُستحدثة من عملية طي المعدة التقليدية والتي تهدف إلى التخلص من الوزن الزائد والمشكلات الصحية المرتبطة به، -ومنها تأخر الإنجاب- عن طريق استئصال جزء كبير من المعدة -قرابة 80% من حجمها- وإعادة توصيلها مرة أخرى بالأمعاء بعد تجاوز ما يقرب من 100 سم منها. 

تُسهم تلك الجراحة في التخلص من السمنة وآثارها السلبية على هرمونات الجسم المسؤولة عن عملية الإباضة وتكوين الحيوانات المنوية في فترة وجيزة، وتُتيح فرصًا أكبر للحمل.

الحمل بعد عملية طي المعدة: “هل سيتمكن طفلي من الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية”؟

تُشير الأبحاث إلى أن جراحة إنقاص الوزن قبل الحمل قد تقلل من مخاطر تعرض النساء وأطفالهن لمشاكل مرتبطة بالسمنة أثناء الحمل، ومن ذلك:

  • سكري الحمل.
  • اضطرابات ضغط الدم.
  • نزيف ما بعد الولادة.
  • الولادة القيصرية.

ومع ذلك، فإن إجراء جراحة إنقاص الوزن قد يزيد أيضًا من خطر حدوث بعض الآثار السلبية، ومنها: نقص إمداد الطفل بما يحتاج إليه من عناصر غذائية للنمو داخل الرحم، نتيجة نقص تغذية الأم بعد جراحة إنقاص الوزن.

يمكن أن يكون الحمل بعد طي المعدة آمنًا وصحيًا إذا تمت إدارته جيدًا من قِبلك أنت والأطباء المُتابعين لحالتك، فإن كنت قد خضعت لجراحة إنقاص الوزن وتفكرين في الحمل، فاستشيري طبيب النساء والتوليد الخاص بك أولاً  للمساعدة في التخطيط للحمل جيداً وإسداء النصائح التي تُعينك على إتمامه بنجاح.

تعليمات يجب مراعاتها قبل الحمل بعد طي المعدة 

 يوصي الخبراء عادةً بتأجيل الحمل حتى يستقر وزن الأم وذلك لفترة قد تتجاوز العام ونصف من الجراحة، ومن ثم التخطيط للحمل عن طريق اتباع مجموعة من الإرشادات التي تتضمن:

  • خضوع الأم لاختبارات التغذية أولاً، قد يوصي الطبيب الخاص بك باختبار نقص التغذية قبل الحمل لتحديد احتياجاتك من المكملات.
  • المتابعة مع اختصاصي تغذية أثناء الحمل بعد طي المعدة للحصول على المشورة بشأن التغذية وزيادة الوزن خلال أشهر الحمل. 
  • إجراء اختبار سكري الحمل مع بداية الشهر السادس من الحمل، أو قبل ذلك في حال ظهور أعراض مثل: العطش الشديد أو كثرة الحاجة للتبول.
  • لمراقبة نمو طفلك، قد يوصي الطبيب بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للجنين بين حين وآخر.

إقرأ أيضاً :